مجلس الشورى يستعد لإصدار قرار حاسم وملزم لوزارة التعليم حول غياب الطلاب عن المدارس في رمضان والعودة لنظام الفصلين في مدارس السعودية في

تشهد المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة نقاشات مكثفة حول ظاهرة الغياب المتكرر للطلاب عن المدارس خلال شهر رمضان المبارك، والتي أصبحت مصدر قلق للقطاع التعليمي والمجتمع بشكل عام.

مجلس الشورى يستعد لإصدار قرار حاسم وملزم لوزارة التعليم حول غياب الطلاب عن المدارس 

وفي هذا السياق، يستعد مجلس الشورى لإصدار قرار حاسم وملزم لوزارة التعليم لمعالجة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى دراسة إمكانية العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين في مدارس المملكة.

ظاهرة الغياب الجماعي في رمضان

أصبح الغياب المتكرر للطلاب عن مدارسهم خلال شهر رمضان ظاهرة مقلقة تؤثر سلبا على العملية التعليمية.

وقد أشار عضو مجلس الشورى السابق، الدكتورة لطيفة الشعلان، إلى أن "نحن أمام أضخم ظاهرة غياب جماعي في تاريخ التعليم بالمملكة، والسبب نظام الفصول الثلاثة والإجازات المطولة". 

تتزامن بداية شهر رمضان المبارك مع الأسبوع الرابع من الفصل الدراسي الثالث، مما يزيد من تحديات الالتزام بالحضور المدرسي.

وقد أظهرت تقارير ميدانية ارتفاع ملحوظ في معدلات الغياب خلال هذا الشهر، مما دفع التربويين إلى المطالبة بفرض رقابة صارمة وعقوبات قوية لضمان استقرار العملية التعليمية. 

في خطوة للحد من ظاهرة الغياب الجماعي خلال شهر رمضان، شددت وزارة التعليم على جميع المدارس بضرورة الالتزام بالخطة الدراسية وعدم دمج الفصول في حال غياب عدد كبير من الطلاب.

وأكدت الوزارة على استمرار المعلمين في تقديم الدروس وفق الجدول المحدد دون إعادة شرحها لاحقًا للحاضرين أو الغائبين.

كما أوضحت الوزارة في تعميمها أن المدارس غير مخوّلة باستدعاء أولياء الأمور لاستلام أبنائهم أثناء الدوام الرسمي، مهما كان عدد الغائبين، باستثناء الحالات المرضية أو الظروف الطارئة التي تستدعي ذلك. 

نظام الفصول الدراسية الثلاثة والعودة إلى نظام الفصلين:

تم تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة في المملكة بهدف تحسين جودة التعليم وزيادة عدد الأيام الدراسية الفعلية.

ومع ذلك، ظهرت تحديات تتعلق بزيادة معدلات الغياب، خاصة خلال شهر رمضان.

وقد طالب مجلس الشورى وزارة التعليم بإعادة النظر في تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة على مدارس التعليم العام، بما يؤدي إلى توصيات بعدم استمرار تطبيقه وتطويره، أو العودة إلى النظام النصفي (الفصلين الدراسيين)، مع إجراء التعديلات اللازمة عليه. 

وفي هذا السياق، أوضح وزير التعليم أن نظام الفصول الثلاثة لا يزال تحت الدراسة والتقييم، ولم يتم اتخاذ قرار رسمي بشأن الاستمرار فيه أو العودة إلى نظام الفصلين.

وأكد الوزير أن الوزارة تعمل على دراسة التأثيرات الإيجابية والسلبية لهذا النظام، وذلك بعد استبيان آراء الطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمعلمين. 

في جلسته المنعقدة في يوليو 2022، طالب مجلس الشورى وزارة التعليم بتقويم تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة على مدارس التعليم العام، بما يؤدي إلى توصيات تدعم استمرار تطبيقه وتطويره أو العودة إلى النظام النصفي، مع إجراء التعديلات اللازمة عليه.

كما دعا المجلس الوزارة إلى إعادة النظر في تطبيق المسارات على مدارس الثانوية العامة، بما ينسجم مع أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم الثانوي.

تأثير الغياب على العملية التعليمية

يؤدي الغياب المتكرر للطلاب إلى تقصير دراسي يؤثر على تحصيلهم الأكاديمي، وقد أشار خبير تعليمي إلى أن ارتفاع معدلات الغياب خلال شهر رمضان دفع التربويين إلى المطالبة بفرض رقابة صارمة وعقوبات قوية لضمان استقرار العملية التعليمية.

مع تزايد معدلات الغياب خلال شهر رمضان وتحديات تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة، يستعد مجلس الشورى لإصدار قرارات حاسمة تهدف إلى تحسين البيئة التعليمية وضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل فعال.

ويبقى الهدف الأسمى هو توفير بيئة تعليمية مناسبة تساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال التعليم.